بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاقْتِباسُ: تَضْمِينُ النَّثْر أو الشِّعر شَيْئاً مِنَ الْقُرآن الكريم أو الحديثِ الشريفِ مِنْ غَيْر دلالةٍ عَلَى أنَّهُ منهما،
ويَجُوز أنْ يُغَيِّرَ في الأَثَر المُقْتَبِس قَليلاً.
ومعنى هذا التعريف أن الأديب قد يأتي في الشعر أو النثر بشيء من القرآن أو الحديث من غير أن يشير إلى
أنه اقتبسه , ويجوز له أن يغير قليلا فيما اقتبسه.
نحو قول عبد المؤمن الأصفَهانيُّ :
لا تَغُرَّنَّكَ مِنَ الظَّلَمَةِ كثرُة الجيوش والأَنصار
ْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبصَارُإِنما نُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبصَارُ.
إذا تأملت هذا البيت وجدت أن الشاعر قد اقتبس الشطر الثاني من القرآن الكريم , وقد ضمَّن الشاعر كلامه
هذه الآية الشريفة من غير أن يُصرَّح بأنها من القرآن وغرضه من هذا التضمين أن يسْتعِيرَ من قوتها قوة،
وأن يكشف عن مهارته في إِحكام الصلة بين كلامه والكلام الذي أخذه، وهذا النوع يسمَّى اقتباساً.
ونحو قول ابن سناء المُلك:
رَحَلُوا فَلَستُ مُسَائِلاً عَنْ دَارهِمْ … …أنَا بَاخِعٌ نَفْسِي عَلَى آثَارَهِمْ
إذا تأملت هذا البيت وجدت الشاعر قد اقتبس فيه من القرآن الكريم من قوله تعالى : {فلعلك باخع نفسك على
آثارهم }, والشاعر لم يصرح بهذا الاقتباس, كما أنه قد غير قليلا فيما اقتبسه كما رأينا وهذا جائز في الاقتباس.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته