فضل التسمية " البسملة "
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ما يأتي :
التسمية لكل أمر ذي بال :
اتفق أكثر الفقهاء على أن التسمية مشروعة لكل أمر ذي بال ، عبادة أو غيرها ، فتقال عند البدء في تلاوة القرآن الكريم والأذكار ، وركوب سفينة ودابة ، ودخول المنزل ومسجد ، أو خروج منه ، وعند إيقاد مصباح أو إطفائه ، وقبل وطء مباح ، وصعود خطيب منبرا ، ونوم ، والدخول في صلاة النفل ، وتغطية الإناء ، وفي أوائل الكتب ، وعند تغميض ميت ولحده في قبره ، ووضع اليد على موضع ألم بالجسد ، وصيغتها ( باسم الله ) والأكمل ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فإن نسي التسمية أو تركها عمدا فلا شيء ، ويثاب إن فعل . ومما ورد : حديث { كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر } ، وفي رواية { فهو أقطع } وفي أخرى { فهو أجذم } ، وما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : { ضع يدك على الذي تألم من جسدك ، وقل : باسم الله ثلاثا ... } الحديث . وحديث : { أغلق بابك واذكر اسم الله ، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله ، وخمر إناءك ... } وحديث : { إذا عثرت بك الدابة فلا تقل : تعس الشيطان ، فإنه يتعاظم ، حتى يصير مثل البيت ، ويقول : بقوتي صرعته ، ولكن قل : بسم الله الرحمن الرحيم ، فإنه يتصاغر ، حتى يصير مثل الذباب } .
قال الشيخ علي باراس رحمه الله : ثم أتى بالاسم الجامع لمراتب الأسماء بمظهر الرحمة الخاصة والعامة دون غيرها من الأوصاف الجلالية - أي بسم الله الرحمن الرحيم - ، مشيرا إلى شمول الرحمة السابقة المستغرقة لسائر الوجود ، الصادر عنها وجود كل موجود ، التي مظهرها عن عوالم الرحموت العرشي الجامع لسائر الأكوان ، مستوى الرحمن قبل ظهور الأعيان ، والفلاق حبة التعين والأعيان ، وكرر ذلك الذكر " ثلاثا " لاستغراقه لجميع مظهر الحقيقة ذاتا ووصفا وفعلا ، فما يصدر في العالم شيء إلا عن الحضرات المستغرقة لها الرحمة الجامعة لسائر الأسماء الحسنى ، ولا يظهر مؤثر في الوجود إلا عن أثر اسم هذه الأسماء وتحت دائرته ، وقد علمت استغراق الرحمة لهذه الأسماء التي هي أصلٌ لسائر الوجود في عالم الشهود والجمع ، وأما مظهر الفرق وعوالم الخلق " فـ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) يقوم بها سائر الموجودات ، ويتراحم بها في الأرضين والسموات ، وهي رحمه الفتوح النازلة على الناس بالمسرات والمنوح ، في قوله عز من قائل " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها " .
وأما فضائل الأعمال ، فقد وردت الأحاديث النبوية بها ، وهي مفتتح السبع المثاني التي تبتني عليها سائر الأعمال والمباني ، وتندرج السبع بما حوته الأسرار والمعاني فيها . قال : ولو فتحنا فيما احتوت عليه البسملة من الأسرار على سواحل بحار ظهورها والإشراف على منصات منصاتها من الأسرار ، ولنقبض عنان جواد اللسان عن دخول ذلك الميدان ، ولنرجع إلى ما نحن بصدده من معاني هذا ارلاتب الشريف وما احتوى عليه من الفضائل والأسرار ، وما يظهر للذاكر به الملازم من مشرقات الأنوار . انتهى .
قال الحبيب علي بن حسن العطاس رحمه الله :
ونضيف إلى جملة من الفوائد : قال سبحانه تعالى " فسبح باسم ربك العظيم " . قالوا : معناه : قل ( بسم الله الرحمن الرحيم ) . ولبيان هذا الفضل عقدنا هذا الفصل ، إذا هو الأصل لكل فصل .
قال بعض العلماء الأخيار : اعلم أن ( بسم الله الرحمن الرحيم ) هي اسم الله الأعظم ، الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعيّ به أجاب ، وفيها أسرار المبتدأ والمنتهى ، وفيها الخير ، وجميع مراتب التوحيد ، لأن ( بسم الله ) قبالة ( شهد الله ) ، و ( الملائكة ) قبالة ( الرحمن ) ، و ( وأولو العلم ) قبالة ( الرحيم ) . فأول دايرة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) كآخرها ، وظاهرها كباطنها ، وبها أقام الله شجرة الأكوان ، وأظهر بها أسرار المكونات ، فمن أكثر من ذكر ( بسم الله الرحمن الرحيم ) رزق الهيبة عند العالمين العالم العلوي والعالم السفلي ، ومن علم ما اودع فيها وكتبها على شيء لم يحترق بالنار ، لأن فيها سر الله الأعظم .