الصلاة والسلام على أشرف وخير المرسلين نبينا الخاتم الأمين محمد صلى الله عليه و سلم أما بعد فإن أهم القضايا اللتي شدت إنتباهي قضية الإنسان ، هذا المخلوق المعقد في تركيبتيه المادية والنفسية رغم أنني لا أحبذ إستعمال كلمة "نفسية" مقابل كلمة "روحية" لأن هذه الكلمة الأخيرة أعمق في إعتقادي و تؤكد على وجود الروح الإنسانية؛ هذه الروح اللتي تعيش في مجموعة من المتناقضات الداخلية والخارجية بإستمرار فكما نجد الإ نسان الشقي نجد في مقابله الإ نسان السعيد هذا مجرد مثال بسيط من بين عدد لا يحصى من المتناقضات الداخلية هذا ناهيك عن المتناقضا ت الخا رجية اللتي تتقواجد في محيطه و اللتي لا تحتاج إلى تفسير وكما قال الله عز وجل ( إنا هديناه النجدين إما شاكرا وإما كفورا ) وهذا تأكيد قرآني جلي على هذه الحقيقة ، فكم من الفلاسفة الكبار في تاريخ الإنسانية وضعوا العديد من النظريات لتعليل هذه الحقيقة الوجودية بل حاول البعض إلباسها صبغة مادية محضة للأسف الشديد .
أنا في نظري أنه من الواجب علينا كمسلمين وكأمة تحمل رسالة" إقرأ " أن تنظر إلى هذه الحقيقة كسنة من سنن الله عز و جل في كونه وأن تتدبر في هذه السنة لتعي الغاية منها وكيف تستخدها إستخداما صحيحا لخدمة الإسلام والنهوض به ثانيا إلى مرتبته الأولى التي تليق به كدين رباني تام ملائم لكل زمان ومكان؛ وكل ما أستطيع أن أقوله هو أنني إنطلاقا من معلوماتي المتواضعة أن هذه السنة الإلاهية تؤكد على وجود الروح كما سلف وذكرت هذه الحقيقة اللتي مازال ينكرها العديد من ملاحدة العالم لأن في عدم إستقرار النفس البشرية بصفة خاصة وكل الأشياء المحيطة بها في الكون شهادة على نقائص هذا الكون اللامحدودة و إشتياق الروح الإنسانية إلى أصلها الكمالي .