ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ،
أما بعد ...
ـــــــــــــــــــــــــــ
إذا كان البعض يقول: إنَّ اللغة العربيَّة أصبحتْ في مهبّ الريح، فأنا أقول: إنَّ العروبة كلها في مهب الريح، وإنَّ الانتماء إلى العربيَّة والخواصّ العربيَّة كلها سواء سياسيًّا أو ثقافيًّا أو اجتماعيًّا أو أخلاقيًّا أصبحتْ في مهبّ الريح، وأعتقد أنَّ الريح سوف تذهب بهذه الأشياء بلا عودة، لأنَّ كون اللغة في مهب الريح يدل على أنَّ القوم أجمعين في مهب الريح، لأنَّ اللغة هي الإنسان: جسمًا وعقلاً وفكرًا، فاللغة مرتبطة بالعقل والجسم أيضًا، وقد قال العربي في القديم.
لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ *** فَلَمْ تَبْقَ إِلاَّ صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ
وهذا أبلغ تعبير عن حقيقة اللغة، وأنَّها لها جانب مادي، وجانب فكري، وأنا هنا حين أتكلَّم عن اللغة، فإنَّني أتكلَّم عنِ اللغة المنطوقة؛ لأنَّ اللغة في الاصطلاح هي اللغة المنطوقة لا المكتوبة.
فاللغة المكتوبة ليست سوى تمثيلٍ للمنطوق؛ لأنَّ اللغة المنطوقة هي اللغة الواقعيَّة الحيَّة التي بها يصدق الواقع، أمَّا هذا المكتوب ففيه اصطناع وتكلّف، فأنت تجلس أمام الخطاب ساعة تكتب فيه وتعيد وتزيد، ولكنَّ المنطوق يختلف حين تتكلَّم، ثم لماذا ننعى اللغة؟ إنَّ علينا أن ننعَى أنفُسَنَا أوَّلاً، كما يجب أن نعلم أنَّ اللغة لا تعيش وحدها أو لِنَفْسِها ولِذَاتِها، فاللغة لا تعيش إلاَّ في مجتمع، ومن ثمَّ لا بُدَّ من التَّنازُل المستمرّ بينها وبين أهلها.
فإذا كانت البيئة تتكلَّم الإنجليزية يكون البرنامج إنجليزيًّا، وإذا كانت البيئة تتكلَّم العربية يكون بالعربي، بدليل أنَّنا نتكلم العامية بدقة وصحة كاملة، فهل تعلَّمْناها؟ هل أخذنا فيها دروسًا؟ إطلاقا؛ إنَّما الذي حدث ويحدُث هو أنَّنا نسمعها مرارًا وتَكرارًا، ثم نأتِي على منوال ما سمعنا؛ لأنك عندما تسمع اللغة وهي اللغة المنطوقة فإنَّ آثار هذا المنطوق تستقرّ في ذهنك، وتكوّن القواعد العامَّة التي يمكن فيما بعد أن تولد منها ما تشاء، ولأنَّنا ليس لدينا مخزون من اللُّغة العربيَّة الفصيحة وإنَّما لدينا مخزونٌ من العاميَّة فلِذَلِكَ نتكلَّم العاميَّة بطلاقة، ومن هنا أقول: إذا أردتُم أن تتعلَّموا لغة أو تكتسبوا لغة أو تُجِيدُوا لغة فعليكم أن تستمعوا لهذه اللغة، ثم عليكم بعد ذلك أن تتكلَّموها جهرًا؛ لأنَّ هذا الجَهْرَ له آثار صوتيَّة تذهب إلى الذهن، وتستقِرّ وتكون القواعد.
الاسئلة النقاشية
1. مَن الذي يتكلَّم العربيَّة الفصيحة الآن؟
2. ما هو مـدى تأثير المدارس الاجنيه على اللغه العربية؟
3. ما هو التلوث اللغوى من وجهه نظركـ؟
4. وهل القضية قضية له ام أصحاب اللغة؟
5.هل اللغه كائن حى، بمعنى هل تكون بمو أهلها؟
6. هل الحق ان اللهجه المصريه أخف واسهل فى النطق؟ لو تتفق معى لماذا ؟ وإن اختلفت معى لماذا؟